طبيب مزيف في مصر: قراءة في فيديو يوتيوب صادم

يثير فيديو يوتيوب بعنوان طبيب مزيف في مصر حاصل على الابتدائية ويعالج كل شيء صدمة وغضباً واسعين. يتناول الفيديو قصة شخص ينتحل صفة طبيب، ويقوم بمعالجة المرضى، على الرغم من عدم حصوله على أي مؤهل طبي رسمي، بل وحتى حصوله على شهادة الابتدائية فقط. هذه القضية ليست مجرد خبر عابر، بل هي مؤشر خطير على عدة مشكلات متجذرة في المجتمع.

أولاً، تكشف هذه الحادثة عن ضعف الرقابة والتفتيش على المنشآت الطبية وممارسي المهنة. كيف يمكن لشخص غير مؤهل أن يمارس الطب علانية، ويقوم بتشخيص وعلاج المرضى دون أن يتم اكتشافه؟ هذا السؤال يطرح تساؤلات جدية حول فعالية الأجهزة الرقابية المسؤولة عن حماية صحة المواطنين.

ثانياً، تسلط القضية الضوء على مشكلة الثقة العمياء التي يوليها بعض الناس للأفراد الذين يدّعون المعرفة والخبرة. في ظل غياب الوعي الصحي الكافي، قد يلجأ البعض إلى أشخاص غير مؤهلين بحثاً عن حلول سريعة أو بديلة، متجاهلين المخاطر المحتملة التي قد تنجم عن ذلك.

ثالثاً، تثير هذه القضية نقاشاً حول دور التعليم وأهمية الحصول على المؤهلات اللازمة لممارسة أي مهنة، وخاصة المهن التي تتعلق بصحة الإنسان وحياته. فالطب ليس مجرد وصفات وأدوية، بل هو علم قائم على أسس ودراسات وتدريب مكثف، ولا يمكن لأي شخص غير مؤهل أن يتقنه.

إن انتشار مثل هذه الحالات يتطلب تحركاً عاجلاً من الجهات المعنية لتعزيز الرقابة والتفتيش، وتوعية الجمهور بمخاطر اللجوء إلى أشخاص غير مؤهلين، وتفعيل القوانين الرادعة لمثل هذه الممارسات. فصحة المواطنين هي أمانة يجب الحفاظ عليها، ولا يمكن التهاون فيها بأي شكل من الأشكال.

إن الفيديو ليس مجرد قصة شخصية، بل هو مرآة تعكس واقعاً مؤلماً، وتدعونا جميعاً إلى التفكير والتساؤل والعمل من أجل مجتمع أكثر وعياً وصحة وأماناً.